العين محمد الفاتح عابدين ومنى البدوي:
أدت
المذابح المرورية المتنقلة إلى مصرع 17 شخصاً في حوادث متفرقة، خلال
الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم عشرة مواطنين.فقد شهدت مدينة
العين حادثاً مأساوياً نتيجة تصادم واحتراق مركبتين، أدى إلى وفاة 12 شخصاً، ثمانية منهم مواطنون وأربعة خليجيون، في منطقة زعبة على طريق الوجن.
كما
توفي ثلاثة أشخاص وجرح 11 جميعهم من الجنسية الهندية، في اصطدام صهريج صرف
صحي مع حافلتين تقلان 64 راكباً، على دوار الخيل في دبي.
وتوفي طفل مواطن في رأس الخيمة، اصطدمت سيارة أسرته بشاحنة، وأصيب بقية أفراد الأسرة.
ولقي شاب مواطن مصرعه نتيجة تدهور دراجته النارية في أبوظبي.
12 شخصاً لقوا حتفهم على طريق الوجن
شهدت
مدينة العين بعد منتصف ليل أول أمس في منطقة زعبة الواقعة على طريق الوجن
حادثاً راح ضحيته 12 شخصاً بينهم ثمانية مواطنين والبقية من احدى الدول
الخليجية وتعرض أربعة آخرين لاصابات تراوحت بين المتوسطة والبليغة نتيجة
احتراق المركبتين المتأثرتين بالحادث.
وتعود
تفاصيل الحادث عندما كان سائق المركبة الاولى (ر.م.ض) خليجي وعمره (20)
سنة يقود سيارة من نوع تويوتا استيشن قادما من الشمال باتجاه الجنوب
سالكاً المسار الايمن في شارع ذي اتجاهين متضادين وأثناء سيره انحرف جهة
اليسار حيث صادف قدوم سائق المركبة الثانية نوع تويوتا استيشن من الجنوب
الى الشمال سالكاً المسار الايمن في نفس الشارع حيث حاول سائق المركبة
الثانية تفادي الحادث بالانحراف جهة اليسار على كتف الطريق ولكن دون جدوى
حيث اصدم سائق المركبة الاولى بمقدمة مركبته جهة اليسار في مقدمة المركبة
الثانية من جهة اليسار ايضاً ونتيجة لقوة الاصدام بين المركبتين استدارت
المركبة الاولى جهة اليمين بشكل عرضي لمسافة عشرين متراً من نقطة الاصطدام
لتستقر بعد ذلك في وسط الشارع بين المسارين أما المركبة الثانية فقد
استدارت جهة اليسار واصطدمت بالحواجز الفاصلة بين الشارعين لتستقر في شارع
معاكس قيد الانشاء على كتف الطريق وتسببت قوة الارتطام أيضا باحتراق
المركبتين.
وفور
وقوع الحادث انتقلت الاجهزة الامنية من دوريات المرور وسيارات الطوارئ
والسلامة العامة والدفاع المدني الى موقع الحادث حيث قامت دوريات المرور
بتطويق مكان الحادث وتحويل حركة السير الى الشارع الآخر حتى الانتهاء من
عملية تخطيط الحادث وإزالة الآثار الناتجة عنه كما قامت فرق الطوارئ
والسلامة العامة والدفاع المدني باسعاف المصابين واخماد الحريق الذي نتج
عن اصطدام المركبتين في الحادث ونقل المصابين الى مستشفى توام لتلقي
العلاج اللازم ونقل المتوفين الى مستشفى العين الحكومي.
وطالب
العقيد حمد عديل الشامسي مدير ادارة المرور والدوريات بشرطة ابوظبي بضرورة
تقيد سائقي المركبات بقواعد السير والمرور للحد من الحوادث المرورية التي
تقع على الطرقات الداخلية والخارجية موضحا أن الحادث وقع نتيجة عدم
الانتباه والاهمال اثناء القيادة الناتج عن عدم الالتزام بالمسار المحدد
للسائق مما أدى الى احتراق المركبتين وأيضا عدم التزام سائقي المركبات
بالعدد المحدد للركاب.
وفي
الاطار نفسه أكد المقدم خليفة محمد الخييلي رئيس قسم مرور ودوريات العين
أن الحادث وقع نتيجة عدم الانتباه والاهمال اثناء القيادة حيث قام سائق
المركبة بتغيير مساره وانحرافه جهة المسار المقابل مما نتج عنه تصادم
المركبتين ووقوع الحادث.
وأوضح
الخييلي ان وجود عدد كبير من الوفيات في الحادث يعود الى عدم الالتزام
بعدد الركاب المقرر بالمركبة حيث إن المركبة الاولى تحمل 14 راكباً في حين
أن المسموح به 7 ركاب مناشدا جميع مستخدمي الطريق الالتزام بالسرعات
المحدده والانتباه اثناء القياده وعدم القيادة عند الشعور بالتعب والارهاق
وأخذ قسط من الراحة اثناء القيادة الطويله كما نبه جميع السائقين بتوقع
الخطأ من الآخرين.
أشرف
على التحقيق في الحادث النقيب محسن سعيد المنصوري مدير فرع التحقيق
والحوادث المرورية الجسيمة والملازم أول محمد سيف الخييلي ضابط التحقيق
بالفرع وقام بتخطيط الحادث المساعد أول سعيد راشد سند.
ومن
جانبه ذكر الرائد محمد ابراهيم العامري مدير الانقاذ والاسعاف بالعين أنه
تم تلقي البلاغ عند الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة بعد منتصف ليل أمس
الأول وجرى على الأثر اعلان حالة الطوارئ وتحريك قوة من مراكز وسط المدينة
وزاخر والوجن كما جرى تحريك طاقم طبي من أربعة أطباء وزاد عدد سيارات
الاسعاف التي تواجدت في موقع الحادث عن 12 سيارة بالاضافة الى الطاقم
الفني العامل من مسعفين ومنقذين. ووصف العامري الحادث بأنه الأبشع من نوعه
منذ بداية العام لافتا الى أن بين المتوفين أطفال ونساء ينتمون الى قبيلة
واحدة، مشيرا الى أن غالبية المصابين الذين تم نقلهم الى المستشفى يرقدون
في قسم العناية المركزة بسبب خطورة الاصابات.
وأرجع أسباب الحادث الى ازدواجية الطريق وغياب الانارة الأمر الذي يجعل منه طريقا غير آمن.
الجدير
بالذكر أن طريق العين الوجن يعد أحد أخطر الشوارع في مدينة العين وذلك
لافتقاره الى الوسائل التي تجعل منه طريقا آمنا وقد حصد شارع العين الوجن
العشرات من الأرواح خلال الأعوام الماضية وذلك بالرغم من أنه يجري حاليا
فصل الشارع الى أنه يعود الى الالتحام عند نقطة محددة ليصبح شارعا مزدوجا
وغالبا ما تقع فيه الحوادث ليلا.
اثنان كانا ينتظران موعد التخرج
علمت
“الخليج” أن اثنين من الشباب بالسيارة الثانية ولقيا حتفهما في الحادث،
كانا في طريقهما الى منطقة القوع، حيث كانا مدعوان من قبل أصدقائهما
بمناسبة اقتراب موعد تخرجهما في كلية الشرطة، أما الأفراد الذين كانوا
يستقلون السيارة الأولى والتي كانت مكتظة بالأشخاص فكانوا راجعين من حفل
زفاف في منطقة تنعم بسلطنة عمان.
أما
الأشخاص الذين تم نقلهم الى المستشفى فقد نجوا من الحادث بعد أن قذفتهم
السيارة بسبب شدة الارتطام، ما حال دون تعرضهم للاحتراق بالنيران التي
اضرمت بالسيارات بعد ثوان معدودة من الحادث.
ودفنت
صباح أمس في مقبرة المطاوعة بمدينة العين، جثث المتوفين في الحادث
المأساوي، وذلك بعد صلاة الفجر بحضور حشد كبير من أهالي المتوفين وأهالي
مدينة العين. وأكدت مصادر طبية مطلعة، أن الأفراد الذين يرقدون في عنبر
العناية المركزة حالتهم خطرة، حيث إنهم يعانون من كسور وحروق وسحجات
ومدكات في جميع أنحاء الجسد.
وناشد
عدد من أهالي مدينة العين وسكان منطقتي القوع والوجن الجهات المعنية،
توفير إنارة في الشارع الذي يربط بين القوع والوجن، خاصة أن الشارع يتخلله
تقاطع كبير تصعب رؤيته بعد مغيب الشمس، مؤكدين أهمية الاسراع في اتخاذ
الاجراءات للحد من الحوادث التي تسببت بنكبات للكثير من المواطنين، إما
بالوفاة أو بإصابة أحد أفرادها، مطالبين في الوقت نفسه بتوسعة قسم الطوارئ
في مستشفى الوجن
